لأجل عمل دعوي أكثر تميز....(

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخواتي في الله
كثيراً ما نرى على الساحة أعمال دعوية عظيمة بُذل فيها الكثير من الوقت و المجهود
و يكون التفاعل مع هذه الأعمال الضخمة في بدايتها كبير
لكن مع مرور الوقت ينطفيء هذا الحماس
و لعل هذا له أسباب كثيرة
و لكني سوف أتناول جانباً من تلك الأسباب من وجهة نظري
و الله المستعان

إذا أردت أن تبدأ في عمل دعوي خاصة إذا كان جماعياًَ، فلا بد من وجهة نظري مراعاة شيئين

أولاً:
التخصصية في العمل

يعني كل واحد منا له مهارات معينة ليست موجودة عند الآخر
و لا بد عند البدء في العمل من تقسيم الأدوار بما يتناسب مع تخصص أو مهارة كل منا
و مما يؤسف أن نرى من يظن أن كل داعي إلى الله يجب أن يتقن جميع الفنون و جميع العلوم
بل و نرى من يدفع العاملين لعمل أعمال لا يتقنونها بحجة أن الدعوة تستوعب كل شيء، و أننا بحاجة لأكبر عدد من العاملين
و هذا سيؤدي في النهاية إلى كم من الأعمال كثيرة و لكن ماذا عن الكيف؟

أنا دائماً أقول و سأقولها مراراً توفيراً للطاقات و الجهود:
خير الأعمال أدومها و إن قلت، و الإحسان و الاتقان في عمل واحد يأتي بثمرة، خير من توزيع الجهود و تشتيتها في أعمال كثيرة لا تأتي إلا بثمرة قليلة، أو لا تأتي بأي ثمرة نافعة!!!!

هل لاحظتم الكلمة الأخيرة؟ فقد يأتي العمل بثمار و لكن قليلة أو غير نافعة، و هذا ما لا نريده، نعم لا نريد طاقات مهدرة و وقت ضائع.

عوداً على بدء: التخصصيِّة

سمعت من الشيخ الفاضل أبي إسحاق الحويني حفظه الله و هو يتكلم عن سيرة شيخه الألباني رحمه الله تعالى، أن الألباني رحمه الله رغم علمه الغزير و دروسه العلمية الكثيرة إلا أنه لم يخطب خطبة جمعة واحدة؟!!!!
لماذا؟
كان يفعل ما يجيده، فماذا كانت النتيجة؟ أصبح إماماً في مجاله!!

فإذا كنت لا تبرع إلا في الكتابات الأدبية فلتستمر، فكم نحن بحاجة لمن يبدع في هذا المجال
أما إذا كنت لا تجيد إلا الكتابة بأسلوب علمي فلا تتوقف، و لا ترهق نفسك بمحاولة كتابة الشعر و خلافه،
فنحن بحاجة أيضاً لمن يحلل و ينقد و يفند و يخطط بأسلوب علمي منظم
و إذا كنت ممن يتقن مهارات الكمبيوتر فكم نحن بحاجة لمن يبرمج البرامج و يعد لنا البطاقات الدعوية الجذابة، و لاداعي أن ترهق نفسك في محاولة كتابة العبارات المناسبة للبطاقة، فلتسلم المهمة لأخيك الكاتب البارع
هناك أيضاً من لديه الأفكار الجميلة النيرة و الخطط البارعة و لكن لا يجيد التنفيذ
فلا نطلب من كل من أبدى رأيه أو أتحفنا بفكرة جديدة أن يضع لنا خطة زمنية للعمل و جدول تنفيذي و أن يكون مشرفاً عليه و متابعاً له إلخ...........

أخيراً قبل أن أترك هذه النقطة أذكركم فأقول:
إذا اعتذر لك أخيك عن عمل معين لأنه لا يجيده فلا تدفعه دفعاً لهذا العمل
-اللهم إلا إذا كنت على يقين بأنه يجيد هذا العمل و لكنه على سبيل المثال خجول أو لا يجيد تنظيم وقته حينئذ نساعده في مشكلته الأصلية-
و لكن إذا كان غير مجيداً للعمل فلا ترهقه بما لا يطيق و لا تضيف للعمل الدعوي عملاً ركيكاً نحن في غنى عنه.
و لكن المطلوب أن يبحث كل واحد منا عن مهاراته و موهبته أو حتى ميوله التي بحاجة للصقل، حتى نستغلها الاستغلال الأمثل

ثانياً: المرحلية في العمل

ماذا تعني المرحلية؟

من وجهة نظري هي
-طريقة جميلة لتنظيم العمل حتى لا نتوه فيه مع مرور الزمن، فننسى ماذا كانت الأهداف؟
-و ما الذي حققناه من تلك الأهداف؟
-و أيضاً حتى لا يصيب العاملين السآمة و الملل و هذا طبيعة البشر

هل لاحظتم أن أكثر المسابقات مشاركة هي المسابفات الموسمية كالمسابقات الرمضانية على سبيل المثال؟
لماذا؟
من وجهة نظري فهذا لأنها مركزة في مدة زمنية محددة ببرنامج و أهداف واضحة.
كيف؟
لا يُعقل أن أبدأ مثلاً في مسابقة ليس لها نهاية، و لكن نهايتها هي انسحاب المتسابقين الواحد تلو الآخر لطول المسابقة مما أصابهم بالملل

و الظريف أن نجد القائمين على مثل تلك الأعمال الطويلة دائمي اللوم للعاملين على تقصيرهم و انسحابهم أو تخلفهم.

فنحن نريد مسابقة واضحة الأهداف و المعالم، نقوم بتقسيمها إلى مراحل
فنحن نريد أعمال مرحلية
نعم مراحل متتالية

و هذا المبدأ الذي أتكلم عنه -أي المرحلية- يصلح لأي عمل دعوي، كإعداد الحملات الدعوية أو المجلات (الدعوية منها و العلمية)
أو مسابقات حفظ القرآن أو المتون العلمية إلخ........

وفي نهاية كل مرحلة يُقيَّم العمل و ننظر ماذا أنجزنا، و إن كانت مسابقة يُشكر المتسابقون أو تزوع عليهم الجوائز المتفق عليها و لو كانت رمزية
ثم نبدأ بنشاط و حيوية في المرحلة التي تليها

فلو حدث أن تخلَّف أحدهم لظروف طارئة أو انضم أحدهم للعمل في مرحلة متأخرة
فلن يشعر أحداً من هؤلاء بالتشتت أو الاحباط
إذ الأمور واضحة في كل مرحلة من مراحل العمل
و لن يشعر أنه قد فاته الكثير
و إن فاته الكثير

أنتظر تعليقاتكم و اضاقاتكم القيمة

جزاكي الله أختي الكريمة على هذا التنبيه وإن شاء الله سيكون للإدارة دور وأخذ
هذا الكلام بعيم الاعتبار

وإضافة لما قدمتيه من كلام يكون أيضا

التخطيط الجيد الناجح للموضوع وذلك بأن يكون معروض مسبقا على ذوي التخصص والخبرة ،

حتى يكون مميزا فالحديث عادة حتى يكون مقبولا بين المشاركين لا بد أن يكون صحيحا ، وكذلك

الموضوع المطروح أو المشاركة المطروحة حتى تكون مميزة لابد لها من تعليقات ومناقشة حتى

يتم قبولها أيضا
Very Happy

وأترك المجال للأعضاء بأن يبدو وجهات نظر أخرى .

نعم اضافة قيمة وان شاء الله الجميع يتفاعل

جزاكى الله عنا خيرا اختى فى الله
موضوعك راااائع وقيم جدا
يستحق التثبيت

جزاكى الله خيرا اختى
موضوع رائع فعلا