أحوال المرأة في الجنة رسالة / رسالة إلى كل أخت مسلمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمدوآله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فإني لما رأيت كثرة أسئلة النساء عن أحوالهن في الجنة وماذا ينتظرهن فيها أحببتأن أجمع عدة فوائد تجلي هذا الموضوع لهن مع توثيق ذلك بالأدلة الصحيحة وأقوالالعلماء فأقول مستعينا بالله:
فائدة (1)
لا ينكر على النساء عند سؤالهن عما سيحصل لهن في الجنة من الثواب وأنواع النعيم ؛لأن النفس البشرية مولعة بالتفكير في مصيرها ومستقبلها ورسول اللهلم ينكر مثل هذه الأسئلة من صحابته عن الجنة وما فيها ومن ذلك أنهم سألوه: الجنة وما بنائها؟ فقال ( لبنة من ذهب ولبنة منفضة....)إلى آخر الحديث. ومرة قالوا له: ( يا رسول الله هل نصل إلىنسائنا في الجنة؟ ) فأخبرهم بحصول ذلك.
فائدة (2 )
أن النفس البشرية – سواء كانت رجلا أو امرأة – تشتاق وتطرب عند ذكر الجنة وماحوته من أنواع الملذات وهذا حسن بشرط أن لا يصبح مجرد أماني باطلة دون أن نتبع ذلكبالعمل الصالح فإن الله يقول للمؤمنين: " وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون" (الزخرف:72 ). فشوّقوا النفس بأخبار الجنة وصدّقوا ذلكبالعمل.
فائدة (3)
أن الجنة ونعيمها ليست خاصة بالرجال دون النساء إنما هي قد" أعدت للمتقين"( آل عمران:133) ، من الجنسين كما أخبرنا بذلك تعالى قال سبحانه:" ومن يعمل من الصالحات من ذكر أوأنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة" ( النساء :124 )
فائدة (4)
ينبغي للمرأة أن لا تشغل بالها بكثرة الأسئلة والتنقيب عن تفصيلات دخولها للجنة: ماذا سيعمل بها؟ أين ستذهب؟ إلى آخر أسئلتها.. وكأنها قادمة إلى صحراء مهلكة! ويكفيها أن تعلم أنه بمجرد دخولها الجنة تختفي كل تعاسة أو شقاء مر بها.. ويتحولذلك إلى سعادة دائمة وخلود أبدي ويكفيها قوله تعالى عن الجنة: " لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين"( الحجر:48 )، وقوله: "وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيهاخالدون"( الزخرف:71 ). ويكفيها قبل ذلك كله قوله تعالى عن أهل الجنة: "رضي الله عنهم ورضوا عنه" ( المائدة:119)
فائدة (5)
عند ذكر الله للمغريات الموجودة في الجنة من أنواع المأكولات والمناظر الجميلةوالمساكن والملابس فإنه يعمم ذلك للجنسين ( الذكر والأنثى ) فالجميع يستمتع بماسبق. ويتبقى: أن الله قد أغرى الرجال وشوقهم للجنة بذكر ما فيها من ( الحور العين)و ( النساء الجميلات ) ولم يرد مثل هذا للنساء..
فائدة (6 )
المرأة لا تخرج عن هذه الحالات في الدنيا فهي:
1-إما أن تموت قبل أن تتزوج.
2-إما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر.
3-إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة، والعياذ بالله.
4-إما أن تموت بعد زواجها.
5-إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت.
6-إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره.
هذه حالات المرأة في الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنة:
1- فأما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله – عزوجل – في الجنة منرجل من أهل الدنيا لقوله:"ما في الجنة أعزب"( أخرجهمسلم )، قال الشيخ ابن عثيمين: إذا لم تتزوج – أي المرأة – في الدنيا فإن الله تعالىيزوجها ما تقر بها عينها في الجنة.. فالنعيم في الجنة ليس مقصورا على الذكور وإنماهو للذكور والإناث ومن جملة النعيم: الزواج.
2-ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة.
3- ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة. قال الشيخ ابن عثيمين: فالمرأة إذاكانت من أهل الجنة ولم تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذا دخلت الجنةفهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال. أي فيتزوجها أحدهم.
4-وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي – في الجنة – لزوجها الذي ماتت عنه.
5- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة لهفي الجنة.
6- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهماكثروا لقوله: "المرأة لآخر أزواجها"( سلسلة الأحاديث الصحيحةللألباني ). ولقول حذيفةلامرأته: ( إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأةفي الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعدهلأنهن أزواجه في الجنة.
فائدة (7 )
ورد في الحديث الصحيح قولهللنساء:"إني رأيتكن أكثر أهلالنار.."وفي حديث آخر قال:"إن أقل ساكني الجنة النساء" ( أخرجه البخاري ومسلم )، وورد في حديث آخر صحيح أن لكل رجل من أهلالدنيا ( زوجتان ) أي من نساء الدنيا. فاختلف العلماء – لأجل هذا – في التوفيق بينالأحاديث السابقة: أي هل النساء أكثر في الجنة أم في النار؟
1- فقال بعضهم: بأن النساء يكن أكثر أهل الجنة وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن. قالالقاضي عياض: ( النساء أكثر ولد آدم)
2- وقال بعضهم: بأن النساء أكثر أهل النار للأحاديث السابقة. وأنهن – أيضا – أكثرأهل الجنة إذا جمعن مع الحور العين فيكون الجميع أكثر من الرجال في الجنة.
3- وقال آخرون: بل هن أكثر أهل النار في بداية الأمر ثم يكن أكثر أهل الجنة بعد أنيخرجن من النار – أي المسلمات –قال القرطبي تعليقا على قوله:"رأيتكن أكثر أهل النار" يحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء في النار وأما بعد خروجهن في الشفاعة ورحمةالله تعالى حتى لا يبقى فيها أحد ممن قال: لا إله إلا الله فالنساء في الجنة أكثر .
الحاصل: أن تحرص المرأة أن لا تكون من أهل النار.
فائدة (8
إذا دخلت المرأة الجنة فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها لقوله:" إن الجنة لايدخلها عجوز.... إن الله تعالىإذا أدخلهن الجنة حولهن أبكارا "
فائدة (9)
ورد في بعض الآثار أن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور العين بأضعافكثيرة نظرا لعبادتهن لله.
فائدة (10)
قال ابن القيم ( إن كل واحد محجور عليه أن يقرب أهل غيره فيها ) أي في الجنة.
وبعد: فهذه الجنة قد تزينت لكن معشر النساء كما تزينت للرجال: " في مقعد صدق عند مليك مقتدر" ( القمر : 55 )
خـتــاما
فالله الله أن تضيعن الفرصة فإن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلاالخلود الدائم، فليكن خلودكن في الجنة – إن شاء الله – واعلمن أن الجنة مهرهاالإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن قوله:" إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنتفرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت"
واحذرن - كل الحذر – دعاة الفتنة ( وتدمير ) المرأة من الذين يودون إفسادكنوابتذالكن وصرفكن عن الفوز بنعيم الجنة. ولا تُغررن بعبارات وزخارف هؤلاء المتحررينوالمتحررات من الكتاب والكاتبات ومثلهم أصحاب ( القنوات ) فإنهم كما قال تعالى: " ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونونسواء".
أسأل الله أن يوفق نساء المسلمين للفوز بجنة النعيم وأن يجعلهن هاديات مهدياتوأن يصرف عنهن شياطين الأنس من دعاة وداعيات ( تدمير ) المرأة وإفسادها وصلى اللهعلى نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.