AMAL.AHMED المدير العام للمنتدى
عدد الرسائل : 720 العمر : 47 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 18/08/2008
| موضوع: مقتل الخليفة عثمان بن عفان ـ الفتنة الكبرى الأربعاء نوفمبر 12, 2008 4:35 am | |
| الزمان / 18 ذي الحجة ـ 35 هـ . المكان / المدينة النبوية . الموضوع / مقتل الخليفة عثمان بن عفان على يد المفتونين من أهل الأمصار .
الأحداث /
مقدمة :
علامات النبوة وسيف الفتنة المرفوع :
لقد أخبر رسولنا صلى الله عليه وسلم بعلامات وأخبار سوف تقع في المستقبل سماها أهل العلم علامات النبوة أي الدالة على صدق وصحة نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان لعثمان بن عفان قسطًا وافرًا في هذه العلامات، لما كان ينتظره رضي الله عنه من الفتنة العاتية التي انتهت بمقتله صابرًا محتسبًا ففي صحيح البخاري من حديث أبي موسى الأشعري قال : [إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطًا [أي بستانًا] وأمرني بحفظ باب الحائط؛ فجاء رجل يستأذن فقال صلى الله عليه وسلم: 'ائذن له، وبشّره بالجنة' فإذا أبو بكر ثم جاء آخر يستأذن فقال 'ائذن له، وبشره بالجنة' فإذا عمر ثم جاء آخر يستأذن فسكت هنيهة ثم قال: 'ائذن له، وبشره بالجنة على بلوى ستصيبه' فإذا عثمان بن عفان].
وفي مسند الإمام أحمد [عن عبد الله بن عمر، قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنة فمر رجل فقال صلى الله عليه وسلم 'يقتل فيها هذا المقنع يومئذ مظلومًا' فقال ابن عمر فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان' .
وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحدًا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله فقال : 'اثبت أُحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان' رواه البخاري .
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أشراط قرب القيامة [وإذا رفع السيف على الأمد لم يوضع] فكان سيف فتنة مقتل عثمان أول سيف مرفوع على الأمة ولم يوضع حتى وقتنا الحالي .
التعريف بعثمان بن عفان :
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص الأموي يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجد الرابع [عبد مناف] ولد رضي الله عنه في الطائف بعد مولد النبي صلى الله عليه وسلم بست سنوات تقريبًا، وكان أبوه عفان صاحب تجارة ثريًا فورث عنه عثمان أموالاً كثيرة اتجر بها وربح، وكان أجود أهل زمانه وأكثرهم حياءًا ونبلاً حتى أحبه قومه والعرب أجمعين حبًا شديدًا .
ولقد أسلم مبكرًا جدًا في صدر الدعوة فهو من العشرة الأوائل في الإسلام وذلك على يد صديقه أبو بكر الصديق، وكان إسلامه ثقيلاً جدًا على قريش لمكانته فيها وحاول عمه الحكم بن أبي العاص أن يثنيه عن الإسلام وعذبه كثيرًا، ولكنه تمسك بالإسلام، ولكنه من شدة الأذى هاجر الهجرتين للحبشة مع زوجته رقية بنت النبي صلى الله عليه وسلم التي بقيت عنده حتى توفيت عقب غزوة بدر فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم بأم كلثوم وبقيت عنده حتى سنة 9 هـ ثم ماتت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: 'لو كان عندي ثالثة زوجتها عثمان' لذلك سمي ذو النورين .
ولقد شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزواته كلها عدا بدر لعذر تمريض زوجته رقية، وأسهم له النبي صلى الله عليه وسلم في الغنائم، وكان سفير الرسول لقريش يوم الحديبية، ولما شاع بين الناس أن قريشًا قد قتلته تمت بيعة الرضوان تحت الشجرة، لمناجزة قريش انتقامًا لمقتل عثمان .
أما عن أبرز صفاته فهي صفة الحياء الشديد حتى لا يكاد يعرف إنسان أشد منه حياءًا خلا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال في شأن عثمان 'كيف لا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة' فقد كان رحيمًا شفوقًا على كل المسلمين، ومن أشهر صفاته أيضًا والتي لم يصل أحد لدرجته من الصحابة فيها هي صفة الإنفاق في سبيل الله، فلقد اشترى عثمان بن عفان الجنة مرتين بل مرات كثيرة مرة يوم أن اشترى بئر رومة في المدينة لسقيا المسلمين، ومرة يوم أن جهّز جيش العسرة في غزوة تبوك .
أهم أعماله رضي الله عنه :
تولى عثمان الخلافة بعد عمر بن الخطاب واجتماع رجال الشورى وكبار الصحابة عليه بعد مناقشات استمرت ثلاثة أيام، وذلك في آخر ذي الحجة سنة 23 هـ، وكان له أعمال كبيرة منها :
1 ـ توسعة المسجدين الحرام والنبوي وزاد في مساحتهما .
2 ـ مضاعفة العطاء .
3 ـ إحياء الأرض الموات والإذن للعرب بإصلاحها .
4 ـ أول من صنع طعامًا للفقراء في رمضان [موائد الرحمن] .
5 ـ بناء دار القضاء .
6 ـ جمع المسلمين على مصحف واحد وهو من أهم وأجل أعمال عثمان بن عفان رضي الله عنه وحفظ بذلك الأمة من الاختلاف في الكتاب كاختلاف اليهود والنصارى .
7 ـ الفتوحات الإسلامية العظيمة على الجبهتين الشرقية والغربية فلقد فتحت بلاد فارس حتى تركستان وبلخ وكرمان وسجستان وطخارستان وقتل يزدجرد آخر ملوك الفرس، وفتحت أذربيجان وأرمينية أما في الشام فقد وصل المسلمون إلى عمورية [أنقرة اليوم] وفتحت قبرص، وتم إكمال فتح مصر وأنهيت تمامًا السيطرة الرومية على البحر المتوسط الذي كان يسمى بحر الروم، وذلك بعد معركة ذات الصواري سنة 31 هـ، وأصبح البحر المتوسط اسمه بحر العرب، وفتحت بلاد تونس، وأخضعت ثورة بلاد النوبة .
المجتمع الإسلامي في عهد عثمان :
في آخر عهد عمر بن الخطاب تطور المجتمع الإسلامي تطورًا كبيرًا نتيجة الفتوحات الإسلامية، وكثرت الأموال، وكثرت السبايا، وبدأ المجتمع الإسلامي يودع حياة البداوة والعيش الخشن إلى حياة الرغد والرفاهية، وطرأت على المجتمع طوائف جديدة من الناس لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم ولا اهتدوا بهديه، وكلهم حديثي عهد بإسلام وتعددت القوميات العناصر وكل قومية تدخل الإسلام ومعها بعض عاداتها وثقافتها القديمة، وأمسى المجتمع الإسلامي مزيجًا من بيئات متباينة جعلت في النهاية سياستها صعبة، كما ظهرت العصبيات ضد قريش، وحقد البعض على ما وصلت إليه قريش من رياسة ومكانة، وقد ظهرت آثار تلك العصبية أيام حروب الردة، وهذا كله بالإضافة إلى حقد أبناء المم الموتورة بسيوف المسلمين والفتوحات، وكان بعضهم يدخلون الإسلام ليكيدوا له، كما حدث في مقتل عمر رضي الله عنه، وكل هذا التطور الكبير والمتغيرات السريعة الأثر البعيد في إعداد المجتمع لحدوث فتنة وشيكة وثورة قريبة محصلة هذا التطور في تركيبة المجتمع الإسلامي .
ونستطيع أن نجمل أسباب قيام تلك الفتنة المشؤومة في عدة نقاط رئيسية :
1 ـ تطور المجتمع المسلم وتغيير التركيبة السكانية فيه .
2 ـ جميل صفات عثمان رضي الله عنه وحلو خصاله من الحياة والرحمة والرفق واللين للمسلمين جميعًا وليس لأهله فقط، وأيضًا مضاعفة للعطاء واستجابته لرغبات المفتونين من أهل الأمصار درءًا للفتنة .
3 ـ رفع الحجر المضروب على أعلام الصحابة منذ عهد عمر بن الخطاب وإنسياحهم في البلاد مثل الكوفة والبصرة ومصر وغير ذلك .
4 ـ استغلال بعض الأحداث مثل حادثة قضية عبيد الله بن عمر، ودعوة أبي ذر الغفاري، وضرب عمّار بن ياسر.
5 ـ ما قام به الشيطان اليهودي عبد الله بن سبأ المشهور بابن السوداء، وهو يهودي من أصل صنعاء أظهر الإسلام في عهد عثمان رضي الله عنه، ليتخذ من ذلك ستارًا لمؤامراته ضد الإسلام، واستخدم كل أساليب المكر والدهاء، والنفاق، حيث قام بالتنقل بين الأمصار الإسلامية ينشر أكاذيبه وينفث سمومه، فبدأ بالحجاز، ثم البصرة، ثم الكوفة، ثم الشام، ثم مصر التي استقر بها، وقد استخدم هذا المجرم عدة أساليب لتمهيد الجو لاشتعال الفتنة من هذه الأساليب :
أ ـ التظاهر بحب آل البيت خاصة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، واخترع مقولة الوصاية فقال إنه كان ألف نبيّ ولكل نبي وصيّ وعليّ هو وصيّ محمد، ومهد بذلك الطريق للطعن في خلافة عثمان باعتباره مغتصبًا لحق عليّ .
ب ـ التشكيك في العقيدة الإسلامية بحديثه عن مسألة الرجعة أي الاعتقاد برجعة النبي صلى الله عليه وسلم مرة أخرى للحياة كما سيرجع عيسى عليه السلام، ويستدل بذلك بقوله تعالى: [إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد] .
جـ ـ خاض في حق الخليفتين أبي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما .
د ـ تحريض الناس على أمرائهم وتشجيعهم على الثورة لأتفه الأسباب .
هـ ـ الكذب والتزوير على لسان الصحابة، وكان هذا من أخطر أساليبه فيكتب للأمصار على لسان الصحابة ويدعو للناس فيها للخروج على عثمان .
وظل ابن سبأ يعمل في إطار من السرية الشديدة وينتقل بسرعة من الأمصار لنشر سمومه في الفترة من سنة 30 هـ حتى سنة 34 هـ . | |
|
AMAL.AHMED المدير العام للمنتدى
عدد الرسائل : 720 العمر : 47 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 18/08/2008
| موضوع: رد: مقتل الخليفة عثمان بن عفان ـ الفتنة الكبرى الأربعاء نوفمبر 12, 2008 4:36 am | |
| مؤتمر الولاة :
عندما كثرت الإشاعات والوشايات بين الأمصار الإسلامية وزادت عن حدها حتى وصلت إلى مقر الخلافة بالمدينة، أرسل عثمان إلى ولاة الأمصار يأمرهم بالقدوم إلى موسم الحج سنة 34هـ، للتشاور في شأن هذه الأخبار، وفي نفس الوقت أرسل من عنده سفراء ومفتشين للتحقق من هذه الأخبار من هؤلاء المفتشين محمد بن مسلمة للكوفة، وأسامة بن زيد إلى البصرة، وعبد الله بن عمر إلى الشام، وعمار بن ياسر إلى مصر، فعاد الجميع بصلاح الأحوال عدا عمّار بن ياسر الذي استماله الثوار هناك واستغلوا فيه حادثة تأديب عثمان له، ولكنه ما لبث أن عادة مرة أخرى للمدينة .
اجتمع عثمان مع ولاته وتشاور معهم في كيفية التعامل مع الثوار، ورفض كل الحلول المقترحة؛ لأنه كان رجلاً رحيمًا لينًا يخاف الفتنة، ولا يحب إراقة قطرة دم واحدة، ورفض أيضًا أن ينتقل من المدينة إلى الشام، وقال كلمته الشهيرة [لا أبيع جوار رسول الله بشيء وإن كان فيه قطع خيط عنقي] .
الثوار وعثمان :
بدأ الثوار في الانتقال لطور العمل العلني وخرج وفد سنة 35 هـ في شهر رجب وفي نيتهم مناظرة الخليفة في المدينة أمام الناس لبلبة الآراء، وإشعال نار الفتنة بها، واستطاع عثمان خلال تلك المناظرة أن يفحمهم ويبطل دعواهم وشبهاتهم بصورة قوية أخزت الثائرين، ولم يأخذهم عثمان بالشدة رغم قدرته على ذلك وجواز ذلك شرعًا لأنهم أشرار يريدون شق الصف المسلم، وانصرف الثوار خائبين، ولكن في نيتهم العودة مرة أخرى للقضاء على عثمان فالقلوب حاقدة والنفوس مريضة .
أصناف الثائرين :
اعلم أن الذين اشتركوا في هذه الثورة المشؤومة على عدة أصناف، لكل صنف مثل رئيس وهم :
1 ـ صنف غلب عليهم الغلو في الدين فأكبروا الهنات وارتكبوا في إنكارها الموبقات، ويمثل هذا النصف مالك بن الأشتر وحرقوص بن زهير .
2 ـ صنف متعصبون قبليون خاصته أهل اليمن والعصبية اليمانية، مما لم يكن لهم سابقة في الإسلام فحسدوا شيوخ الصحابة على ما لهم من فضل وسبق، ويمثل هذا الصنف الغافقي بن حرب العكي زعيم الثوار، وكنانة بن بشر التحصبي وسوران بن حمران .
3 ـ صنف موتورون من حدود شرعية أقيمت على ذويهم فامتلأت قلوبهم حقدًا من ذلك مثل عمير بن ضائم، وأبو المورع وأبو زينب .
4 ـ صنف أثقله معروف عثمان وغضب عندما لم يعطه عثمان ما يريد من الدنيا، ويمثل هذا الصنف محمد بن أبي بكر، ومحمد بن أبي حذيفة .
5 ـ صنف حمقى أتباع كل ناعق ضعاف العقول سفهاء الحلوم سيقوا للفتنة كالشاة للمذبح، وهم الأكثرية .
ومن هذه الأصناف جميعًا صاغ الكلب المجرم ابن سبأ ثورته وفتنته المشؤومة على الأمة الإسلامية، وانتهت هذه الفتنة المشؤومة بمقتل عثمان رضي الله عنه في 18 ذي الحجة سنة 35 هـ، وللاطلاع على أحداث هذه الفتنة بصورة صحيحة تجيب على كل التساؤلات يراعى مراجعة ما يلي :
# عواصم من القواصم لابن العربي وهو أفضل ما كتب عن هذه الفتة وما بعدها . # بداية والنهاية لابن كثير . # تاريخ الإسلامي لمحمود شاكر
-------------------- من موقع "مفكرة الإسلام" | |
|
هدهوده2 مشرفة قسم السيرة النبوية المطهرة
عدد الرسائل : 103 العمر : 38 العمل/الترفيه : Teacher of English نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 09/10/2008
| موضوع: رد: مقتل الخليفة عثمان بن عفان ـ الفتنة الكبرى الأربعاء نوفمبر 12, 2008 6:39 am | |
| | |
|