بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كنتُ أقرأ في كتاب
( الرحيق المختوم ) لفضيلة الشيخ صفي الرحمن المباركفوريو قلبتُ صفحات الكتاب حتى وصلتُ صفحة 100
و كان العنوان :
إسلام حمزة بن عبد المطلبيقول المؤلف :
و سبب إسلامه أن أبا جهل مر برسول الله صلى الله عليه و سلم يوماً عند الصفا ، فآذاه و نال منه ..
و رسول الله صلى الله عليه و سلم ساكت لا يكلمه
ثم ضربه أبو جهل بحجر في رأسه فشجه ، حتى نزف منه الدم
ثم انصرف عنه إلى نادي قريش عند الكعبة فجلس معهم .
و كانت مولاة لعبد الله بن جدعان في مسكن لها على الصفا ترى ذلك
و أقبل حمزة من القنْص متوشحاً قوسه ، فأخبرته المولاة بما رأت من أبي جهل
فغضب حمزة – و كان أعز فتىً في قريش و أشدهم شكيمة – فخرج يسعى ، لم يقف لأحد ، معدّاً لأبي جهل إذا لقيه أن يوقع به .
فلما دخل المسجد قام على رأسه و قال له :
يا مصفر استه ، تشتم ابن أخي و أنا على دينه ؟
ثم ضربه بالقوس فشجه شجةً منكرة
فثار رجال من بني مخزوم – حي أبي جهل - ، و ثار بنو هاشم – حي حمزة –
فقال أبو جهل : دعوا أبا عمارة ، فإني سببتُ ابن أخيه سبً قبيحاً . و كان إسلام حمزة أول الأمر أنَفَة رجلٍ أبى أن يُهان مولاه ، ثم شرح الله صدره ، فاستمسك بالعروة الوثقى و اعتز به المسلمون أيما اعتزازانتهى من كتاب الرحيق المختوم .
بعد يومين من قراءتي لقصة اسلام حمزة طالعتُ جريدة عكاظ و في الصفحة الأخيرة وجدتُ مقالة للكاتب ( عبد الله أبو السمح ) و أنا أعلم جرأته و وقاحته
و أنا أتجنب قراءة مقالاته حتى لا أُصاب بفوران الدم ؟!
لكن قلتُ لعله كتب كلمة مفيدة عن حادث الدنمارك و استهزائهم بأحب الخلق إلى الله محمد عليه الصلاة و السلام
فكتب عبد الله أبو السمح ما نصه :
ومن الحوادث المستجدة التي قد تؤثر على تقدمنا وطموحاتنا الناهضة أحداث قد تورطنا في معارضات لا داعي لها وتصرفنا عن الاهتمام -ربما- عن حركة الإصلاح والاغتراف من منابع الحضارة والسير في طريق العولمة, وأقصد من هذين الحدثين ما جرى في الدنمارك من تحرش صحفي بمقام الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم, وفي رأيي إنه كان بالإمكان التغاضي عن ذلك وإهماله لينطفئ ويخبو حسيراً, ومثله كثير يحدث في الغرب ويخبو, لكن البعض استغلوها فرصة لإلهاب العواطف والانفعالات والحزازات هنا وهناك حتى صارت كرة ثلج متضخمة يشعلون بها مشاعر المواطن, وعناد هناك وتهييج من هنا, ورسائل هاتف وإعلانات في الصحف لتتحول القضية إلى قضية رأي عام وإشغال للناس وهي فرصة ربما يستغلها التطرف للنمو وإضاعة جهودنا في القضاء عليه واجتذاذه, إنني أتمنى صدور توجيه بترك الأمر للدبلوماسية لتعمل فيه بحكمتها بدلاً من إشعال معركة لا ضرورة لها, لأنه حتى لو نجحت نداءات المقاطعة فالسؤال وماذا بعد? لن يوقف الحملات إلا تجاهلها أو تفنيدها عقلاً وتحريراً, نحن لن نستطيع معاقبة العالم أو إسكاته أو إخافته لكن نستطيع إقناعه أو مقاضاته, إن الذين يطلبون الثواب كان أنفع لهم لو رفعوا قضايا في محاكم الغرب ضد المتطاولين.انتهىيا الله ما أجهله !
بالله مثل هذه الكتابات و هذه العقول كيف نسكتها ؟؟
تذكرتُ فوراً بعد قراءتي للمقال قصةَ إسلام حمزة و أنه لم يسلم حباً في الدين و لكن دفاعاً عن رسول الله
إذا كان الكفار يدافعون عن نبينا و حبيبنا عليه الصلاة و السلام
فالأجدر بنا نحن المسلمين أن ندافع عنه .
إن المتأمل للسيرة النبوية يجد أن المنصفين من الكفار كانوا يدافعون عن رسول الله عليه الصلاة و السلام و يحمونه و يجيرونه
و لا أدل على ذلك من قصة المطعم بن عُدي و أبنائه حين عاد عليه الصلاة و السلام من الطائف
و كيف أجاروه و حموه من قريش .
أعود لأقول :
من يحمينا من هؤلاء الكتاب الجهلة ؟؟
من يسكتهم ؟؟
و من يكسر أقلامهم .
عبد الله أبو السمح – لا سامحه الله – إن لم يتب و يستغفر ، و أمثاله كثير
جفت مداد أقلامهم حين كانوا يتحدثون عن ( الآخر ) و أنه يجب أن نقدرهم و نحترمهم و نتعامل معهم باللين و التسامح و العفو !!
بينما نجدهم حين اعتدى ( الآخر ) على أحب مخلوق و أفضل الأنبياء و الرُسل ، ساكتون هامدون
و إن تحدثوا وقفوا في صف ( الآخر )
يا لله ما أحمقهم و أذلهم ..
رسول الله يُستهزأ به و بدينه و أبو السمح يقول :
وفي رأيي إنه كان بالإمكان التغاضي عن ذلك وإهماله لينطفئ ويخبو حسيراًأهل الغرب يحتقرون نبينا و يريدون أن يهزوا صورته أمام العالم و أبو السمح يقول :
لتتحول القضية إلى قضية رأي عام وإشغال للناس وهي فرصة ربما يستغلها التطرف للنمو وإضاعة جهودنا في القضاء عليه واجتذاذهبالله أي سخف وصل إليه بعض المسلمين ؟؟
إذا كان أبناء جلدتنا يقولون هذا فهل نستغرب من كافر أن يستهزئ برسول الرحمة و الإنسانية ؟؟
لكن الخير في باقي المسلمين أكثر
و الذي يحز في النفوس فعلاً أن يجد أمثال هؤلاء الكُــتـّـاب مجالات ليوصلوا أصواتهم
بينما نجد كثيراً من أصحاب الحق خفتتْ أصواتهم ؟!
بأبي أنت و أمي يا رسول الله
بأبي أنت و أمي يا من قال الله تعالى فيك
{ وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10) }فاللهم أرنا من كل مستهزئ ما تُشفى به صدورنا و تسعد به قلوبنا
و أرنا في كل من رضي بهذا الاستهزاء و سكت عنه ما يكون عبرة لغيره .
و الله المستعان .