آثار الإيمان والطاعة قد تبدو على محيا الإنسان فيظهر عليه الخشوع وبهاء الوجه وحسن السمت ونحو ذلك، قال ابن كثير عند تفسير قول الله تعالى: سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ {الفتح: 29}. الشيء الكامن في النفس يظهر على صفحات الوجه، فالمؤمن إذا كانت سريرته صحيحة مع الله تعالى أصلح الله عز وجل ظاهره للناس. اهـ.
وأورد في هذا مجموعة آثار عن السلف، ومن ذلك قول عمر رضي الله عنه: من أصلح سريرته أصلح الله تعالى علانيته.
وقول بعض السلف : من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار، وقول ابن عمر رضي الله عنهما</SPAN>: إن للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وقوة في البدن وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق.</SPAN>
ومع هذا فلا يلزم أن يكون هذا الخشوع دليلا قاطعا على إيمان صاحبه وصدقه مع الله، فقد يتصنع ذلك من يتصنعه، وقد أخبر الله عن بعض الوجوه بقوله: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً { الغاشية: 2-4}، وفي المقابل عدم ظهور ذلك على الوجه ليس معتبرا في الدلالة على عدم إيمان صاحبه.
ولا ينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بأمر الحكم على الناس بمجرد هذه الظواهر، ولكن من أظهر خيرا يظن به خيرا ما لم يتبين خلاف ذلك.</SPAN>