والعلمانية اللادينية ، كما تقدم ، حليف استراتيجي لرهبان وقساوسة السوء في مصر فهم عون لكل مبطل على أهل الحق في كل بلد إسلامي .
والناظر في طريقتهم مع الخصوم يجد الإرهاب غالبا عليها ، (تماما كإرهاب أهل البدع مع خصومهم ، كما حدث في واقعة الشيخ يوسف القرضاوي ، حفظه الله وسدده ، الأخيرة ، إذ وصل الأمر إلى اتهامه بأنه عميل الماسونية والصهيونية العالمية ، التهمة الجاهزة لكل من لم يداهنهم ويقر بباطلهم ، لمجرد أنه حذر من خطرهم الداهم وتهديدهم لوحدة النسيج العقدي لأهل السنة في مصر) ، فعقائدهم الكهنوتية الباطلة : خط أحمر لا يحل لأحد الاقتراب منه ، ولو بالنقد الموضوعي دون تجريح لهيئات أو أشخاص ، بينما عقائد المسلمين وعرض نبيهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم كلأ مباح لأمثال الجرذ المختبئ في أنفاق القنوات التنصيرية : "زكريا بطرس" الذي ينقل كل ما تقع عليه يده الآثمة من روايات باطلة في كتب التراث ،
(وهذه سمة بارزة في مناهج أهل الأهواء سواء أكانوا مبتدعين أم كفارا أصليين فلا نقل صحيح ولا عقل صريح وإنما أي كلام مسطور في أي كتاب ولو كان سيرة أبو زيد الهلالي !!!!) فضلا عن احتجاجه على المسلمين بكتب صنفها أعداؤهم من المستشرقين !!!! ، كدائرة المعارف الإسلامية ، مدعيا التجرد في البحث والتحقيق في النقل ، وهو جاهل لا يدري ماذا ينقل حتى نقل في أحد مجالسه المشئومة ما يدحض شبهته وينقض أدلته على نفي كون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرشيا ، فقال إن مما يؤكد ذلك قوله عن نفسه : أنا ابن النضر بن كنانة ،
فهو لا يعرف أن النضر بن كنانة هو قريش الذي يحاول نفي انتساب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليه ، مع أن ذلك مذكور في سيرة ابن هشام التي كثيرا ما يتبجح بذكرها ، وهكذا فليكن البحث العلمي المحقق !!!! .
فإذا ما تصدى أحد رجالات المسلمين من أمثال الدكتور زغلول النجار ، حفظه الله ورعاه ونصره على عدوه وأطال بقاءه ، ليفند شبهاتهم ويكشف النقاب عن مخططاتهم التنصيرية ، وجرائمهم ضد من أسلم منهم وعجزنا عن حمايته في تخاذل مهين منا معشرَ المصريين : قيادة وشعبا ، كالسيدة :
وفاء قسطنطين التي تسرب خبر مقتلها بعد أن رفضت الرجوع إلى ظلمات الكفر ، إذا ما تصدى لذلك ، وبدأ في مناقشة باطلهم مناقشة علمية ، انهال عليه السباب من كل جانب ، ورفعت ضده الدعاوى القضائية في محاولة لإرهابه في ظل تخاذلنا كالعادة عن نصرة أهل الحق ، وهدد المدعو
"يوتا" بحملة شعواء هي قائمة بالفعل على دين الإسلام ونبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كحملة بقر الدنمرك الأخيرة ، فعلينا نحن المسلمين إن لم نتراجع عن كشف باطلهم ، وإن لم نتركهم ينصرون أبناءنا دون أن نعترض !!!! ، علينا أن نتحمل سماع ورؤية سباب نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم على شاشات التلفاز وفي مواقعهم المشبوهة على الإنترنت ومن يدري ربما أغراهم ضعفنا فسمعنا سباب نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم في شوارعنا !!! .
وإذا ما تصدت قناة كقناة الأمة لتدحض حجتهم وتفند باطلهم : صدرت الأوامر من جهات عليا !!!! ، لا تملك حولا ولا قوة فهي تنفذ ما يملى عليها فقط ولا تتقوى إلا على أبناء جلدتها فهي : عزيزة على المؤمنين ذليلة على الكافرين !!! ، صدرت الأوامر منها بإغلاق القناة واعتقال مديرها بناء على طلب الجماهير النصرانية العريضة التي أعماها التعصب فضاقت ذرعا بسماع كلمة الحق .
وما ذلك إلا محاولة يائسة منهم لوقف المد الإسلامي النامي في صفوفهم حتى صرح أحد رؤوسهم بأن مصر ستصير بلدا إسلاميا خالصا بعد 50 سنة إن لم يتوقف هذا الزحف المبارك ، وأرقام من دخل في الإسلام من النصارى في مقابل من ارتد من المسلمين إلى النصرانية خير شاهد على ذلك
فلا وجه للمقارنة أصلا بين عدد تخطى المليون خلال السنوات الماضية ، ونحو 3000 مسلم ، يرجع كثير منهم عن ردته بعد أن يفيق من سكرة جواز السفر وفرصة الهجرة إلى الجنة الموهومة والوظيفة والمسكن .......... إلخ من الإغراءات المادية التي تخاطب الأجساد إذ لا سلطان لها على القلوب والعقول ، وما حالهم في إنفاق تلك الأموال الطائلة إلا مصداق قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) .
وإن الناظر في ذلك ليجزم يقينا بحفظ الله ، عز وجل ، لهذا الدين ، فلو وكل لأمثالنا ، لضاع من زمن بعيد ، فما بذلنا جزءا من ألف جزء مما يبذله القوم لنصرة باطلهم ، ويأبى الله ، عز وجل ، إلا أن يظهر دينه ولو كره الكافرون . ولا يعني ذلك القعود عن نصرة الدين فإن تلك أعظم المصائب ، فالدين ظاهر لا محالة بنا أو بغيرنا ، فلن يعجز الباري ، عز وجل ، عن استبدالنا بقوم آخرين إن لم نبذل في سبيل نصرته من أموالنا ، وأوقاتنا ، ودماءنا في أرض الجهاد كالعراق وفلسطين والقفقاز وبلاد الأفغان ، فلكل دوره ،
ولكل جهاده ، فمن باذل دمه ، ومن باذل ماله في تثبيت أهل الحق بالإنفاق على الأسر الفقيرة التي صارت محط أنظار القوم وعلى إخواننا الذين ينضمون يوما بعد يوم إلى صفوفنا ، ولسان حالهم قول صهيب رضي الله عنه : (إن شئتم دللتكم على مالي وقُنْيتي وخلَّيتم سبيلي) ، ومن باذل وقته في طلب العلم الشرعي الصحيح ونشره بين الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ، وهو أفتك الأسلحة في هذه المعركة العقدية الشرسة ، فبه تصان قواعد الملة وترد شبهات المبطلين ، فهو أعظم نافلة في هذه الآونة ، بل إنه قد يصل إلى درجة الوجوب العيني على من فرغه الله ، عز وجل ، لطلبه ، فأصح بدنه ووسع رزقه ، ورزقه أسباب الحفظ والفهم ، فلكل دوره ، كما تقدم .
يقول النووي رحمه الله في معرض بيان حال الطائفة المنصورة : "وَيَحْتَمِل أَنَّ هَذِهِ الطَّائِفَة مُفَرَّقَة بَيْن أَنْوَاع الْمُؤْمِنِينَ
مِنْهُمْ شُجْعَان مُقَاتِلُونَ ، وَمِنْهُمْ فُقَهَاء ، وَمِنْهُمْ مُحَدِّثُونَ ، وَمِنْهُمْ زُهَّاد وَآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَاهُونَ عَنْ الْمُنْكَر ، وَمِنْهُمْ أَهْل أَنْوَاع أُخْرَى مِنْ الْخَيْر ، وَلَا يَلْزَم أَنْ يَكُونُوا مُجْتَمَعِينَ بَلْ قَدْ يَكُونُونَ مُتَفَرِّقِينَ فِي أَقْطَار الْأَرْض" . اهـــ
ويقول ابن حجر رحمه الله : "يَجُوز أَنْ تَكُون الطَّائِفَة جَمَاعَة مُتَعَدِّدَة مِنْ أَنْوَاع الْمُؤْمِنِينَ .
مَا بَيْن شُجَاع وَبَصِير بِالْحَرْبِ وَفَقِيه وَمُحَدِّث وَمُفَسِّر وَقَائِم بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر وَزَاهِد وَعَابِد ، وَلَا يَلْزَم أَنْ يَكُونُوا مُجْتَمَعِينَ فِي بَلَد وَاحِد" . اهــــ
وتلك معركة لا يخوض غمارها إلا قوم على شاكلة أبي فراس ، فلسان حالهم :
ونحن أناسٌ لا توسطَ بيننا ******* لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر
قوم يقوم نهارهم ويسهر ليلهم في طلب الحق ، فـــ :
وإذا كانت النفوس كباراً ******* تعبت في مرادها الأجسام
وأي نفس أكبر : (مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) .
و :
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ ******* فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
وأي شرف أعظم من الذب عن دين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فليدل كل بدلوه ، ولا يحقرن نفسه ، ولا يحرمنها من شرف الجهاد في سبيل نصرة الملة وإعلاء راية السنة ، ولو بدعوة صادقة ، فإن القليل مع القليل كثير ، وما كلفنا الله ، عز وجل ، إلا ما نطيق ، فقال : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ)، وبشرنا بالنصر فقال : (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) ، فهو نصر في العاجلة والآجلة ، وقال : (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) .
وفي المقابل : بشر أولئك الضلال بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) ، فليس لهم إلا الحسرة ، وويل لمن جعل محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصحبه الكرام خصوما له !!! ، وما سبهم له إلا بشرى بسرعة انقضاء دولتهم : دولة الباطل ، وقيام دولتنا : دولة الحق ، و : (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) .
وأهل الباطل قد استنفروا كل طاقاتهم في هذه المعركة : يحكي لي أحد الفضلاء منذ عدة أيام عن نشاطهم المحموم في فتنة الناس عن دينهم في منطقة "شبرا الخيمة" وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية مع ظروف اقتصادية صعبة ، فهي صيد ثمين بالنسبة لهم ، فيقول لي بعبارتنا العامية :
"دول ما بيناموش الليل !!!!" ، فهم في عمل دائب نصرة لباطلهم ، وقد صار الأمر "عيني عينك" كما يقال عندنا في مصر ، فلا وازع من دين أو سلطان يردعهم ، فحري بأهل الحق ، وهم أولى بذلك ، أن يبذلوا ما استطاعوا لرد تلك الهجمة الشرسة على عقيدة 94% من سكان مصر ، وألا يكونوا ممن قال فيهم عمر رضي الله عنه : "اللهم إني أعوذ بك من جَلَد الفاجر وعجز الثقة" .
فيا أهل الحق لا تزهدوا في الحق الذي بين أيديكم فتكسلوا عن نصرته ، فتسلبوه بذنوبكم ، فما بين الباري ، عز وجل ، وبينكم من نسب إلا الطاعة . فــــ :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) .
يقول ابن تيمية رحمه الله :
"ومن أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين وبيان حقيقة أنباء المرسلين ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين ..............
وذلك أن الحق إذا جحد وعورض بالشبهات أقام الله تعالى له مما يحق به الحق ويبطل به الباطل من الآيات البينات بما يظهره من أدلة الحق وبراهينه الواضحة وفساد ما عارضه من الحجج الداحضة" . اهــــ
بتصرف من
"الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" ، (1/61) .
وهو مرجع من المراجع المتميزة في دحض شبه القوم بنقل وعقل تميز المصنف ، رحمه الله ، باليد الطولى فيهما .
ورب ضارة نافعة ، فهي فرصة لأهل الحق لعرض بضاعتهم ، ودعوة غيرهم إلى الحق ، فكثير من نصارى مصر ، لا سيما الشباب ، في شك واضطراب من عقيدتهم الفلسفية الصعبة الهضم ، ولكنهم لا يجدون من يقدم لهم البديل الإلهي الصحيح فمعظمنا ينفق الساعات في الوقوف أمام المخابز من أجل رغيف الخبز !!! ، وإلى الله المشتكى .
والمشايخ الفضلاء من أمثال الدكتور زغلول ، حفظه الله ، يستحقون منا النصرة بالدعاء ، والكلمة ، والتواصل إن أمكن عن طريق البريد الإلكتروني ومواقع الإنترنت ، والإشادة بجهودهم الصادقة في اجتماعاتنا ومجالسنا ............. إلخ من صور النصرة .وفي هذا الرابط مزيد بيان لهذا النشاط المشبوه :
http://www.islamway.com/?iw_s=Articl...rticle_id=4733وفي هذا الرابط نموذج للواقع الذي تعيشه مصر الآن :
http://www.islamway.com/?iw_s=Articl...rticle_id=4731ومرة أخرى إلى الله المشتكى .
والله أعلى وأعلم .