AMAL.AHMED المدير العام للمنتدى
عدد الرسائل : 720 العمر : 47 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 18/08/2008
| موضوع: ما حُكم الجلوس مع أهل المُنكَـر و مصاحبتهم ؟ الإثنين أكتوبر 20, 2008 3:25 am | |
| السؤال السلام عليكم إذا كنت أجالس من أعرف عنهن اقتراف المنكرات بل وربما المحرمات ولا مناص لي من الجلوس معهن بحكم العمل أو صلة الرحم ، علما بأنني أنكر عليهن قدر المستطاع فما رأيكم حفظكم الله بذلك ؟ وهناك من تقول إنها تجالس صاحبات المنكر وقد لا تنكر عليهن بادئ الأمرحتى تتقرب منهن وتبدأ بتعزيز الإيمان في أنفسهن ثم يأتي دور إنكار المنكرما رأيكم ومنظوركم لهذه المقولة وهل هي من باب عدم التمعر والغضب لله ؟!!
وهل على المعلمة في تعاملها مع طالباتها أن تهجر من تعرف عنهن المنكر وخاصة ممن يجاهرن بحب اللاعبين أو الفنانين ويحتذين صرعات الموضة من لباس عارٍ وقصير وبنطال ويرددن كلمات الأغاني أم عليها أن تلاطفهن وبعد ذلك توجههن برفق ؟
أفيدوني جُزيتم خيرا ، وأثابكم الله . الجواب سماحة الشيخ عبد الرحمن السحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيرا
أما من أنْكَر بِقَدْر الْمُسْتَطاع فقد سَلِم وبرئت عُهدته ، والْمُشْكِلَة في الرِّضَا والْمُتابَعَة ، وعدم الإنكار بِدرجاته . قال عليه الصلاة والسلام : سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ . رواه مسلم .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : خَالِطِ النَّاسَ وَدِينَكَ لا تَكْلِمَنَّهُ .
والإنْكار مطلوب ، سواء استَجَاب الْذي أُنْكِر عليه أو لا . وهذا ما حَكاه الله تبارك وتعالى عن بني إسرائيل ، إذ يقول جَلَّ جَلاله : (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) .
أما من كُنا نُخالِطه كثيرا ، فنحرص على الأمرين معا : الإنكار عليه . وتعزيز جانب الإيمان لديه .
ولا يُمكن الاستغناء بأحد الأمرين عن الآخر ، ومن تأمَّل سُنَّـة النبي صلى الله عليه وسلم وَجَد ذلك واضِحا جَلِيًّـا .. إلا أن الإنكار يختلف في مراتبه بين عارِف بالمنكر مُعانِد ، وبين جاهل . ويَختلِف الْمُنْكَر أيضا في درجاته ، فليست كل الْمُنْكَرَات بِدرجة واحدة .
وفي صحيح مسلم مِن حديث سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِمَالِهِ ، فَقَالَ : كُلْ بِيَمِينِكَ . قَالَ : لا أَسْتَطِيعُ . قَالَ : لا اسْتَطَعْتَ ! مَا مَنَعَهُ إِلاَّ الْكِبْرُ . قَالَ : فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ . وهذا تشديد في الإنْكَار ، ودُعاء على الْمُعانِد .
أخيرا : ينبغي أن يُفرَّق بين بُغض الْمنكَر ، وبُغض فاعله . فالذي يفعل الْمُحَرَّمَات يُبغض لِمَا عنده من المعصية ، ويُحبّ لِمَا عِنده مِن إيمان . كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله . ولا يُبغَض جُملَة وتفصيلا إلاَّ الكافر !
والْمنكَر يُبْغَض .. ويُخشى مِن عاقِبَتِه ..
أما الهجر فيُقدَّر بقدره .. وما يترتّب عليه مِن مصالح ومفاسد ..
فإن كان في الهجر تأديب .. وترْك للمنكَر .. فيجب الهجر . وإن كان في الهجر زيادة في المنكر ، أو عدم تأثّر ؛ فلا يُهجَر إلاَّ مَن أتى بِمُكفِّر بعد إقامة الحجة عليه ، كتارك الصلاة ..
والله تعالى أعلم . المصدر شبكة مشكاة الاسلاميةرابط الفتوى http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&cat=16&ref=1415 | |
|