موعظه ((ميمون بن مهران والحسن البصري))

))

روى أبو علي القشيري في تاريخ الرقة في تجمة ميمون بن مهران

قال ميمون لابنه عمرو انطلق بنا الي دار الحسن قال ابنه فانطلقت بالشيخ يعني اباه اقوده الي الحسن البصري قال بينما نحن ذاهبون الي دار الحسن اعترضنا جدول ماء ولم يستطع الشيخ ان يعبرها فجعل الولد نفسه قنطره فعبر والده

علي ظهره الي الجانب الاخر ثم قام واخذ والده وانطلق حتي اتي بيت الحسن وطرقوا الباب فخرجت الجاريه وقالت من؟ قال ميمون بن مهران فقالت الجاريه يا شقي !ما ابقاك الي هذا الزمان السوء؟ فبكي ميمون وعلا بكاؤه فلما سمع الحسن بكاءه خرج اليه فسلم عليه واعتنقه فقال ميمون يا ابا سعيد !شعرت ان في قلبي غلظه فاستلن لي فقل لي شيئا يرققه

ثم قال ميمون يا ابا سعيد اصوم له أي لهذه القسوه في القلب؟ فقال الحسن بسم الله الرحمن الرحيم

( أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ

ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ )

فاغشي علي ميمون بن مهران وجعل الحسن البصري يتفقد رجله كما يتفقد رجل الشاه المذبوحه يظن انه قد مات ثم تركه ودخل الدار فلما أفاق ميمون فقالت الجاريه اخرجو فقد أزعجتم الشيخ!فخرج ميمون وابنه عمرو وفي عودتهم قال عمرو لابيه يا ابت هذا الحسن قال نعم قال ظننته اكبرمن ذالك ! فضرب ميمون صدر ولده وقال يا بني لقد قرا ايه لو تدبرتها بقلبك لنصدع قلبك ولكنه لؤم فيه وهذه الايه لا تغادر سمعك الا وتجرح قلبك

ولله در متنبي العصر الحديث محمود سامي البارودي اذ يقول

كل حي سيموت ليس في الدنيا ثبوت

حركات سوف تفني ثم يتلوها خبوت

وكلام ليس يحلو بعده الا السكوت

ايها السادر قل لي اين ذاك الجبروت

كنت مطبوعا علي النطق فما هذا الصموت

ليت شعري اخمود ما اراه ام قنوت

اين املاك لهم في كل افق ملكوت

زالت التيجان عنهم وخلت تلك البيوت

اصبحت اوطانهم من بعدهم وهي خبوت

لا سميع يفقه القول ولا حي يصوت

عمرت منهم قبور وخلت منهم بيوت

لم تزد عنهم نحوت الدهر اذ حالت بخوت

خمدت تلك المساعي وانقضت تلك النعوت

انما الدنيا خيال باطل سوف يفوت

ليس للانسان فيها غير تقوي الله قوت

إخواني تفكروا في الحشر والمعاد وتذكروا حين تقوم الأشهاد‏:‏ إن في القيامة لحسرات وإن في الحشر لزفرات وإن عند الصراط لعثرات وإن عند الميزان لعبرات وإن الظلم يومئذ ظلمات والكتب تحوى حتى النظرات وإن الحسرة العظمى عند السيئات فريق في الجنة يرتقون في الدرجات وفريق في السعير يهبطون الدركات وما بينك وبين هذا إلاَّ أن يقال‏:‏ فلان مات وتقول‏:‏( رَبِّ ارجعوني )فيقال‏:‏ فات روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم‏)‏ وأخرجا جميعاً من حديث أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث‏:‏ ‏(‏ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهراني جهنم فقيل‏:‏ يا رسول الله وما الجسر قال‏:‏ مدحه ومزلة عليه خطاطيف وكَلاليب وحسك المؤمن يعبر عليه كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل فناج مسلم وناج مخدوش حتى يمرّ آخرهم يُسحب سحباً‏)‏----ابن الجوزي

بارك الله فيك
داعي من الازهر

علي الاضافه المتميزه منك
وجعلها الله في ميزان حسناتك

ورحم الله بن الجوزي
العالم الواعظ الخطيب المفوه رحمة واسعه