كان الربيع الحي روحاً حالماً غض الشبابِ معطر الجلبابِ
يمشي على الدنيا بفكرة شاعرٍ ويطوفها في موكبٍ خلابِ
فرآه ثعبان الجبال فغمهُ ما فيه من مرحٍ وفيضِ شبابِ
فانقض مضطغناً عليه كأنه سوط القضاءِ وفرية الكذابِ
بُغت الشقيّ من هول الردى متلفتاً للصائل المنتابِ
وتدفق المسكين يضرخُ قائلاً ماذا جنيتُ أنا فحقَ عقابي
لا شيء إلا أنني متغزلٌ بالكائنات مغردٌ في غابي
ألقى من الدنيا حناناً طاهراً وأبثها نزو المحب الصابي
أيعّدُ هذا في الوجود جريمةً أين العدالة يا رفاق شبابي
لا "أين" .. فالشرع المقدس ههنا رأي القوي وفكرةُ الغلابِ
وسعادة الضعفاء جرمٌ ما له عند القوي سوى أشد عقابِ
ولتشهد الدنيا التي غنيتها حلم الشباب وروعة الإعجابِ
أن السلام حقيقة مكذوبةٌ والعدل فلسفة اللهيب الخابي
لا عدل إلا إن تعادلت القوى وتصادم الإرهابُ بالإرهابِ
فتبسم الثعبان بسمةَ هازئٍ وأجاب في سمتٍ وفرط إهاب
يا أيها الغر المثرثر إنني أُرثي لثورة جهلك الثلابِ
والغر يعذره الحكيم إذا طغى جهلُ والصِّبا في قلبه الوثابِ
فأكبح عواطفك الجوامح إنها شردت بلبك واستمع لخطابي
إني إلهٌ طالما عبد الورى ظلّي وخافوا لعنتي وعقابي
وتقربوا لي بالضحايا منهمُ فرحين شأن العابد الأوّابِ
أفلا يسرك أن تكون ضحيتي فتحل في لحمي وفي أعصابي
وتكون عزماً في دمي وتوهجاً في ناظري وحدةً في نابي
فكر لتدرك ما أريد وإنه أسمى من العيش القصير النابِ
فأجابه الشحرور في غصص الردى والموت يخنقه إليك جوابي
لا رأي للحق الضعيف ولا صدى والرأي رأي القاهر الغلابِ
فأصنع مشيئتك التي قد شئتها وارحم جلالك من سماع خطابي</I>
وكذاك تتخد المظــــــــــالم منــطقا * عذبا لتخفــــــــي ســــوءة الاراب