AMAL.AHMED المدير العام للمنتدى
عدد الرسائل : 720 العمر : 47 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 18/08/2008
| موضوع: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى الأربعاء فبراير 04, 2009 3:38 am | |
| """الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى""""
استوى استواء يليق بجلاله ويتناسب مع كماله، لا يشبهه استواء المخلوق الناقص القصير؛ لأن الله أحد في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وأفعاله، فاستوى هنا بمعنى علا وصعد، وانظر إلى عظمته في هذا الاستواء فإنه سبحانه وتعالى فوق خلقه فله علو الذات، وعلو القهر، وعلو القدر، علا فقهر، وحكم فقدر، واطلع فستر، وعلم فغفر، وانظر إلى اسم الرحمن وما فيه من صفة الرحمة العامة الشاملة، واختار هنا هذا الاسم؛ لأن رحمته غلبت غضبه، فهو رحمن بالدنيا والآخرة، واستوى يدبر ملكه ويصرف خليقته، فهو بائن من خلقه بذاته، ليس في ذاته شيء من مخلوقاته وليس في مخلوقاته شيء من ذاته، وهو بعلمه مع خلقه، وبحفظه مع أوليائه يعلم ويبصر، ويسمع دبيب النملة السوداء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء، ويعلم ويرى حبة الخردل في الصخرة الملساء ما تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا تلفظ من همسة إلا يسمعها، وما تدب حركة إلا يطلع عليها، يعلم السر وأخفى من السر، ويعلم ما يكون وما هو كائن، وما لم يكن لو كان، كيف يكون.
على العرش استوى يخلق ويرزق، ويقضي ويحكم، ويقدم ويؤخر، ويعز ويذل، ويولي ويعزل، لا يشغله شأن عن شأن، ولا يحوله مكان ولا يحد بزمان، أخذ بالنواصي وملك الرقاب، نصر أولياءه وسحق أعداءه من أحبه قربه، ومن حاربه خذله وأدبه، ترفع إليه المسائل، وتصعد إليه الحاجات، وترفع له الأعمال، وتحصى لديه الأقوال، وتكشف عنده الأحوال، يحفظ من في البر، ويرعى من في البحر، يطعم الجائع، ويسقي الظمآن، ويكسو العاري، ويرد الغائب، ويهدي الضال ويشافي المريض ويعافي المبتلى، وينصر المظلوم وينجي الملهوف ويعطي المسكين ويكشف الكرب ويزيل الخطب ويسهل الأمر الصعب ويغفر الذنب ويقبل التوبة.
على العرش استوى، بنى السماء وبسط الأرض، وقدّر الأوقات وأوجد المخلوقات وبعدما طحى ودهى وأرسى الجبال ومهد الفجاج، وأخرج الماء والمرعى، ووهب الأرزاق، وقدر الآجال وكتب المقادير، وأحصى كل شيء عدداً، خلق الخلق بحسبان أتقن صنعه، وأحسن خلقه، وأيدع موجوداته، واستوى على العرش ليتفرد بالملك وحده، وعلو القهر والقدر وحده، فليس له شريك في ربوبيته، ولا نديد في ألوهيته، ولا شبيه أو مثيل في أسمائه وصفاته، من نازعه الملك محقه، ومن نازعه الكبرياء والعظمة قصمه.
وانظر إشراقة الكلمات الثلاث وجمالها وفخامتها وهي:
الرحمن، والعرش، واستوى.
فالرحمن: إعلام لعباده برحمته مع قوة قهره وعلو قدره، ثم هي على صفة المبالغة لعموم الرحمة وعظمتها.
والعرش: سرير الملك مع ما في هذه الكلمة من عزة وجبروت وقوة وجلال،
وكلمة استوى: فيها من معاني العلو والرفعة والشرف والسؤدد والمجد ما يفوق الأوصاف، ويعجز العقول، ويحير الأفكار، فسبحانه من ملك جبار، ومن عزيز غفار. وسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين. | |
|
عابر سبيل عضو مميز
عدد الرسائل : 187 أعلام الدول : نقاط : 21 تاريخ التسجيل : 30/12/2008
| موضوع: رد: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى الجمعة فبراير 20, 2009 12:55 am | |
| الإستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة بارك الله فيك اختي | |
|