أين أنا إن لم أكن على أبوابك يا سيدي

بسم الله الرحمن الرحيم

إن هذه الكلمات
تتدفق من قلب مشفق

على نفسي أولاً
ومن ثم على كل من حرم مثلي من لذة القرب إلى الله
بما أسرف على نفسه من العصيان
أو شغلته الدنيا عن طلب الآخرة

فأصبح قلبه في وحشة
وشعر بمعنا الضياع عن طريق الجنة

أخي ,,,,,,,,, الغالي جدا

لا طريق إلى ما تريد من تمام الصلة بالله والأنس به
إلا باستعانتك التامة بمن يكشف الضر
ويجيب دعوت المضطرين
وأنيس المبتلين ...الأوابين

اعلم..
الدنيا توحش القلب فلابد من إخراجها فهي علته
فإذا استجرت بالقوي العزيز غلبتها وأُعِنت عليها

وكأني وأنا أكتب هذه الكلمات أستذكر ذلك النبي الصالح وقد ذهب مغاضبا عن قومه
وضاقت به الدنيا
لينقطع عنه كل شيء
حتى حرم من أقل شيء
وعاين الموت
في بطن الحوت
أي هم هو فيه
وأي كرب ابتلي فيه

إن هذا البلاء عظيم هو جملة امتحان رباني
ومبتدأ هذه الجملة قوله تعالى وظن أن لن نقدر عليه

ومن بعد ذلك
تحن القلوب إلى باريها
وتسترد حياتها بقرب صلتها من خالقها
لترتسم بسمة الدموع على وجنتي الإخبات
فيلوح بعده الفرج في الأفق القريب
في ظل صدقت قوله: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

ويأتي الفرج وذلك بقوله تعالى
فاستجبنا له
ونجيناه من الغم
من الغم ..... هذا ما نرجوه
وأي غم هذا الغم
الذي لا نستطيع به أن نصل إلى الوصول
قال تعالى
فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين
نعم .... وكذلك ننجي المؤمنين

فهيا إلى النجاة
بالإخبات بكامل الاشتياق
والانكسار بكامل الافتقار
أنت الآن أقرب ما تكون إلى الرحمن
والدموع في عينك لا يوقفها إلا انتظار الوقت الذي تخشع فيه الأبصار
وهي تتلوا آيات الله الغفار
وتستغفر بالأسحار

فقم من ليلك في وقت لا يَصِلُ به إلا المخلصون
في وقت تتغنى فيه الديكة من أثر الرحمات

وتترنم فيه الأصوات بمناجاة رب البريات

حبك لله
سيرجعك إلى حماه
ويريحك في دنيا كثير ما اضطرتنا إلى قولنا أوَاه