عابر سبيل عضو مميز
عدد الرسائل : 187 أعلام الدول : نقاط : 21 تاريخ التسجيل : 30/12/2008
| موضوع: كلا إذا دكت الأرض دكا دكا السبت يناير 31, 2009 7:10 pm | |
| يقول تعالى كَلاَّ أي حقًا، إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ، وذلك يومَ القيامة، كما قال تعالى فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ الحاقة ، فيوم القيامة تُدكّ الأرض والجبال، حتى لا يُرى عوج ولا أمت، كما قال تعالى وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لاَ تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلاَ أَمْتًا ، ثم تنشق الأرض ويبعثر ما في القبور، ويجتمع الأولون والآخرون في صعيد واحد، حفاة عراة ليس عليهم شيء يسترهم، ولا على الأرض شيء يكنهم، يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لاَ يَخْفَى عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ غافر ، وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ، وذلك بعدما يستشفعون بالأنبياء، وكلهم يردهم إلى غيره، حتى يأتوا النبي فيشفع له، بعد إذن الله لهم، وهي الشفاعة العظمى، والمقام المحمود، ثم يجيء الربّ سبحانه لفصل القضاء، يجيء كما يشاء، فالمجيء والإتيان والنزول، ونحو ذلك من صفات أفعاله سبحانه، يجب الإيمان بها من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل، وقوله تعالى وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا أي يجيء الربّ سبحانه والملائكة قائمون صفوفًا صفوفًا، كما قال تعالى وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالغَمَامِ وَنُزِّلَ المَلاَئِكَةُ تَنْزِيلاً الفرقان ، وقال تعالى يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالمَلاَئِكَةُ صَفًّا النبأ ، وقوله تعالى وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ قال «يُؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمامٍ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها» صحيح رواه مسلم قال تعالى يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ يعني يفيق من غفلته، وينتبه من رقدته، كما قال تعالى لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ اليَوْمَ حَدِيدٌ ق ، فيعلم أنه قصّر في نفسه، وفرّط في جنب ربه، وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يعني كيف تنفعه الذكرى الآن وقد أفضى إلى ما قدم ؟ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ، فقد علم أن الحياة الحقيقية هي التي بدأت وليست التي انقضت، كما قال تعالى وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ العنكبوت ، وسوف يعلمون حين يرون العذاب أنّ الدار الآخرة هي الحيوان، وسيقول الإنسان المفرط يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ، فيا عبد الله أفق وانتبه، فإن الله قد أخبرك عن مقولة الغافلين اللاهين قبل أن يقولوها يوم لا ينفعهم فيه قولها، فانتبه يا عبد الله، وعض أصابع الندم من الآن، على ما كان منك من تقصير، فإن ذلك نافعُك اليوم، ولن ينفعك إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ، قال تعالى قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّـهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ المُتَّقِينَ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى العَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ المُحْسِنِينَ الزمر ، فالسعيدُ مَنْ أفاق من غفلته، وانتبه من رقدته، ورجع إلى ربه واستغفر من ذنبه، والشقي من اشتدت غفلته، فلم يفق حتى نزل الموتُ بساحته، فقال إلى أين ؟ فقيل إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المَسَاقُ القيامة ، قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ المؤمنون ، وقوله تعالى فَيَوْمَئِذٍ لاَ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ الذين ابتلوا بتعذيب الطغاة لهم كأصحاب الأخدود مثلاً ، والذين شاهدوا ذلك من الطغاة وأتباعهم، والذين قرأوا عن قصص التعذيب، كلّ ذلك دون عذاب الله لأعدائه في الآخرة، وكلّ ما عرفه الطغاة من أساليب التقييد، فهو دون قيود الآخرة، وشتّان بين عذاب وعذاب، ووثاق ووثاق، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ الشعراء ، إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الحَرِيقِ البروج ، إِذِ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ غافر ، وفي وسط هذا الهول المروع، وهذا العذاب والوثاق، الذي يتجاوزُ كل تصوير تُنادىَ النفسُ المؤمنة من الملأ الأعلى يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي والنفس قد وُصفت في القرآن بثلاث صفاتٍ وصفت هنا بالمطمئنة، وفي موضع ثان باللوامة، ووصفت في موضع ثالث بأنها أمارة بالسوء، وهذه الصفات الثلاث طرفان ووسط، الطرف الأول محمود، والثاني مذموم، والوسط إن مال إلى الطرف الأول كان محمودًا، وإن مال إلى الثاني كان مذمومًا، فإن النفس اللوامة هي التي تلوم صاحبها، فإن لامته على فعل الشرّ فقد مالت إلى الطرف الأول، وإن لامته على فعل الخير فقد مالت إلى الطرف الثاني والنداء في الآية للنفس المطمئنة، «وأصل الطمأنينة السكوت والاستقرار، فالنفس المطمئنة هي التي سكنت إلى ربها وطاعته، وأمره وذكره، ولم تسكن إلى سواه، فقد اطمأنت إلى محبته وعبوديته وذكره، واطمأنت إلى أمره ونهيه وخيره، واطمأنت إلى لقائه ووعده، واطمأنت إلى التصديق بحقائق أسمائه وصفاته، واطمأنت إلى الرضا به ربا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولاً، واطمأنت إلى قضائه وقدره، واطمأنت إلى كفايته وحسبه وقضائه، فاطمأنت بأنه وحده ربها وإلهها، ومعبودها ومليكها، ومالك أمرها كله، وأن مرجعها إليه، وأنها لا غنى لها عنه طرفة عين وصاحب هذه النفس كالمرابط على ثَغر، يخاف أن يأتي العدو من قِبله، فهو دائمًا مراقبها، فمتى رأى منها التفاتًا إلى غير بارئها تلا عليها يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ، فهو يردد عليها الخطاب بذلك ليسمعه من ربه يوم لقائه، فينصبغ القلب بين يدي إلهه ومعبوده الحق بصيغة العبودية، فتصير العبودية صفةً لا تكلفًا، فيأتي بها تودُّدًا وتحببًا وتقربًا، كما يأتي المحب المقيم في محبة محبوبه بخدمته وقضاء أشغاله، فكلما عرض له أمر من ربه أو نهي أحسّ من قلبه ناطقًا ينطق لبيك وسعديك، إني سامع مطيع ممتثل، ولك علي المنة في ذلك، والحمد فيه عائد إليك» اهـ بتصرف من «إغاثة اللهفان» لابن القيم ، وهذا النداء تسمعه النفس المطمئنة يوم البعث، كما تسمعه عند الموت، كما في حديث البراء بن عازب «إن المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، تنزلت عليه من السماء ملائكة بيضُ الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوطٌ من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مدّ البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول أيتها النفس المطمئنة، اخرجي إلى مغفرةٍ من الله ورضوان، قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة مِن في السقاء» فإذا نُفخ في الصور نوديت هذه النفس بهذا النداء يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ أي صاحبك، وهو بدنُها الذي كانتْ تعمرُه في الدنيا رَاضِيَةً عما أُعدّ لك في جنات النعيم مَرْضِيَّةً قد رضي الله عنك، كما تكرّر في القرآن الكريم قوله تعالى عن أوليائه المؤمنين رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ البينة وقوله تعالى فَادْخُلِي فِي عِبَادِي يعني ليحيوا، وَادْخُلِي جَنَّتِي التي بها وُعدت اللهم اجعلنا من أهل هذا النداء عند الموت ويوم البعث برحمتك يا أرحم الراحمين الشيخ عبد العظيم بدوي- شبكة المنهاج | |
|
medo net نائب المدير
عدد الرسائل : 110 أعلام الدول : نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 06/12/2008
| موضوع: رد: كلا إذا دكت الأرض دكا دكا السبت يناير 31, 2009 11:00 pm | |
| الله يخليك جميل والهى الموضوع جزاك الله كل خير | |
|
نور الاسلام عضو نشيط
عدد الرسائل : 36 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 10/12/2008
| موضوع: رد: كلا إذا دكت الأرض دكا دكا الأحد فبراير 01, 2009 4:58 pm | |
| جزاكم الله كل الخير وجعله الله فى ميزان حسناتكم | |
|
داعي من الازهر عضو نشيط
عدد الرسائل : 46 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 23/11/2008
| موضوع: رد: كلا إذا دكت الأرض دكا دكا الثلاثاء فبراير 03, 2009 7:54 am | |
| من اسباب النزول عن أَبِي هريرة رضي اللَّه عنه ، قال-- لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :{ للَّهِ ما في السَّمواتِ وَمَا فِي الأرض وإن تبدوا مافِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفوهُ يُحاسبْكُمْ بِهِ اللَّه} الآية [البقرة 283 ] اشْتَدَّ ذلكَ عَلَى أَصْحابِ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، فأَتوْا رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، ثُمَّ برَكُوا عَلَى الرُّكَب فَقالُوا : أَيْ رسولَ اللَّه كُلِّفَنَا مِنَ الأَعمالِ مَا نُطِيقُ : الصَّلاَةَ وَالْجِهادَ وَالصِّيام وَالصَّدقةَ ، وَقَدَ أُنْزلتْ عليْكَ هَذِهِ الآيَةُ وَلا نُطِيقُهَا . قالَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : «أَتُريدُونَ أَنْ تَقُولوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتابَين مِنْ قَبْلكُمْ : سَمِعْنَا وَعصينَا ؟ بَلْ قُولوا : سمِعْنا وَأَطَعْنَا غُفْرانَك رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمصِيرُ » فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَومُ ، وَذَلقَتْ بِهَا أَلْسِنتهُمْ ، أَنَزلَ اللَّه تَعَالَى في إِثْرهَا : { آمنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِليْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤمِنونَ كُلٌّ آمنَ بِاللَّه وَملائِكَتِهِ وكُتبِه وَرُسُلهِ لا نُفرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلهِ وَقالوا سمعْنَا وَأَطعْنا غُفْرَانكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ }فَلَمَّا فعَلُوا ذلك نَسَخَهَا اللَّه تَعَالَى ، فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : { لا يُكلِّفُ اللَّه نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبتْ ، رَبَّنَا لا تُؤاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَو أَخْطَأْنَا }قَالَ : نَعَمْ { رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا } قَالَ: نعَمْ{ رَبَّنَا ولا تُحَمِّلْنَا مَالا طَاقَةَ لَنَا بِهِ } قَالَ : نَعَمْ { واعْفُ عَنَّا واغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْت مَوْلانَا فانْصُرنَا عَلَى الْقَومِ الْكَافِرينَ } قَالَ : نعَمْ . رواه مسلم
| |
|