النور والايمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مدرسة الإسلام العصري

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Aymen Sabry
عضو جديد
عضو جديد



ذكر عدد الرسائل : 15
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 12/10/2008

مدرسة الإسلام العصري Empty
مُساهمةموضوع: مدرسة الإسلام العصري   مدرسة الإسلام العصري I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 04, 2008 8:38 am

هي المدرسة العقلية الحديثة وهي امتداد للأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا ومحمد الغزالي وكوكبة من المفكرين والعلماء المعاصرين ومع تقديرنا الكبير لهؤلاء العلماء لكنا نرى أن المتقدمين منهم كانوا أسرى لظروف زمانهم ، فسلطنة المسلمين رجل مريض يحتضر والإستعمار يبتلع بلاد المسلمين رقعة تلو الرقعة .. تخلف وجهل ومرض من ناحية ، وتقدم وازدهار وقوة على الشاطئ الآخر من البحر ،، فنظروا إلي أوربا نظرة المتفحص ليقتدوا بها وينهضوا بالبلاد كما نهضت فظنوا أن البرلمنات والدساتير وأشكال الديمقراطية هي السبب في هذه القوة الأوربية الطاغية. ولم يدركوا أن نهضة واضمحلال الأمم لها سنن أكبر وأعقد من ذلك بكثير ، وهم في هذا يشبهون غاندي في شبابة وطائفة من طلبة الحقوق الهنود الذين ظنوا أن سر قوة الإنجليز هو تناول اللحم وسبب ضعف الهنود هو عدم تناول اللحم فكانوا يحرضون قومهم على تناول اللحوم. ،،

فمنذ آلاف السنين تنهض أمم وتضمحل دون أن يكون للديمقراطية والدساتير شأن بهذا ، فلا ارتباط بين القوة والتقدم المادي وبين الأخذ بنظام سياسي معين ،، وهذا المقال ليس دعوة للدكتاتورية .. نعوذ بالله منها ، ولكن نريد التأكيد أولا أن لا علاقة مطلقا بين القوة المادية والتقدم العلمي وبين نظام سياسي بعينه ، فإن للتقدم والقوة سنن وأسباب من أخذ بها سار في طريق التقدم ومن نكب عنها سار في طريق الإضمحلال. ونعود لمدرسة الإسلام العصري إن الظروف التي أحاطت برواد هذه المدرسة تجعلنا نلتمس لهم العذر فيما ذهبوا إليه أما تلامذتهم المعاصرين فإنهم شهدوا صعود دولا دكتاتورية وانحدار دولا ديمقراطية ...

ورغم كل ما يحيط ببلادنا من ظروف فإن الشعوب الإسلامية الآن ليست كما كانت أيام الأفغاني ومحمد عبدة لقد كان مرتزقة شركة تجارية انجليزية قادرين على إزالة حكم المسلمين للهند وحملة من بضعة آلاف من الجند البريطان كافين لإحتلال دولة في حجم مصر ، وكان خمس طائرات وكتيبة مدفعية وعدة كتائب مشاة كافية لإعادة إحتلال العراق من قبل الإنجليز أبان الحرب العالمية ، بينما ربع مليون جندي من الولايات المتحدة وحلفائها لا تستطيع الصمود في العراق اليوم ، ومن قبل ذلك مزق الشعب الأفغاني الجيش الأحمر السوفيتي وما زال يكافح الولايات المتحدة وحلفائها ، والصومال استعصت على الولايات المتحدة وتكافح الغزو الأثيوبي بشراسة ، وحزب في جنوب أصغر وأضعف دولة عربية يصمد أمام اسرائيل هذا الصمود الأعجوبة ،، والمقاومة الفلسطينية الباسلة تجعل اسرائيل تنسحب من غزة وتتنازل عن ثلثي الضفة (بالجدار العازل) دون أي مقابل وقبل الجلوس على أي مائدة مفاوضات.

نعم إن الحكومات والأنظمة العفنة لا تصمد ساعة .. فهي كالحكومات والأنظمة التى عاصرها الأفغاني ومحمد عبده ولكن الشعوب ليست هي الشعوب ... إن من يغفل عن هذه المؤشرات والدلالات لا بصر له ولا بصيرة بأمور التاريخ وأحوال الأمم ، إن الشعوب الإسلامية بالروح التي تسرى فيها الآن لجديرة أن تكون ندا قويا في السياسية الدولية ولن تصمد النظم المتعفة طويلا ، وهذه هي المعضلة الأمريكية في المنطقة ...

فأمريكا تخشي من انفجار آخر في الشرق الأوسط كإنفجار الثورة الإيرانية ، إن المنطقة بأسرها ستخرج عندئذ من تحت الهيمنة الغربية ، والذي تراهن عليه الولايات المتحدة هو تدجين الإتجاهات الإسلامية وادماجها في اللعبة الديمقراطية وتريد أن تجعل النموذج التركي مثالا يحتذى في الديمقراطية الإسلامية العلمانية !! المتصالحة مع الغرب والتي ليس لها من الإسلام سوى العواطف والرموز... وهذا الذي يحسبه البعض نجاحا للإسلاميين هو في حقيقة الأمر نجاح للسياسات الغربية ،، فليس الإسلام هو حجاب زوجة رئيس الدولة ،، وليس الإسلام أن يكون للحكام جذور اسلامية ، ولا تغنى الجذور عن الجذوع والفروع والثمار. وهكذا تريد الولايات المتحدة للمنطقة دولا علمانية ذات مكياج إسلامي يرضي عواطف الجماهير وينزع فتيل الإنفجار الإسلامي الغير محسوب ولا محمود العواقب بالنسبة لهم.

ويبدو أن الأمر لم يقتصر على هذا التحليل البسيط لدوافع هذه المدرسة بل إنا نستشعر في كتابتهم نوع من عقدة الخواجة المستحكمة والناتجة عن ولع المغلوب بنظم ونظريات الغالب ،، فالدول الديمقراطية كانت وما زالت تمارس الغزو والإستعمار على أوسع نطاق ومع ذلك نرى رواد هذه المدرسة يخجلون من جهاد الطلب في الإسلام ويقصرون الجهاد على جهاد الدفع.. وما ذلك إلا لأن جهاد الطلب موضع استهجان الدول الإستعمارية!! لا أنكر أن نوعا من الحرص على سمعة الإسلام تكمن وراء هذه الإجتهادات وأمثالها ولكنه حرص في غير موضعه ، وهناك فرق بين عدم قدرتنا على القيام به وبين إلغاءه وانكاره أصلا وفرعا .. وهل كان الرسول يرسل الجيوش والسرايا يمينا وشمالا للدفاع فقط ،، وهل أرسل الصحابة الجيوش إلى حدود الصين وفرنسا للدفاع فقط إن هذا تحميل للتاريخ فوق ما يحتمل أو أن أعلام هذه المدرسة يعرفون من الإسلام ما لم يعرف الرسول والصحابة ،، فإذا قالوا إن الفتوى تتغير حسب الزمان والمكان فيجب أن تكون صيغة الفتوى أنه ليس علينا الآن جهاد طلب لأننا لا نقدر عليه ، وليس كما يقولون ليس في الإسلام جهاد طلب ..والفرق واضح بين الأمرين.

وهم يقولون أن حرية العقيدة أمر مقدس في الإسلام ويستندون إلى آيات مثل (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (وَقُلِ الحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) ويرتبون عليها إسقاط حد الردة ، وهم يعلمون جيدا الحديث الشريف (من بدل دينه فاقتلوه) وقد عمل بذلك الرسول والصحابة والسلف الصالح طوال التاريخ الإسلامي ومناسبة الحديث أن قوما من اليهود كانوا يسلمون ثم يرتدون ليشككوا المسلمين في دينهم وقد سجل القرآن ذلك (وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) ، وأحاديث الرسول كما يعلم المختصون مبينة للمجمل من القرآن ومقيدة للمطلق وناسخة لبعض الأحكام مثل حديث (لا وصية لوارث) نسخ حكم الوصية في آية (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) ..

فهذه الآيات في حرية العقيدة هي من المطلق الذي قيد بالسنة النبوية الشريفة ،، وتذهب مدرسة الإسلام الليبرالى لأبعد من ذلك فتقول بحرية العقيدة لكافة الأديان والنحل وثنية أو مستحدثة تؤله البشر كالقاديانية والبهائية ، والمعروف أن الإسلام يمنح حرية العقيدة للديانات المسيحية واليهودية فقط أما ما عدا ذلك فهم مخيرون بين الإسلام أو القتال .. بالطبع .. هذا موضعه بعد قيام دولة الإسلام الكبرى وامتلاك القوة اللازمة والمفروض أن تكون الفتوى فيه أننا لا نستطيعه وليس أنه غير موجود في الإسلام ،، وقد كان رسول الله لا يقبل من الوثنيين سوى الإسلام أو القتال (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فهذه الآية وما تلاها نبذت العهود الدائمة على سواء وأمهلت العهود المحددة المدة إلى مدتها (إِلاّ الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ،، ففي هذه الحالة قيدت آيات حرية العقيدة بآيات أخرى كما هو معروف أن مطلق القرآن يفسر بالمقيد ،، وهناك من قال أن هذا خصوصية لوثني العرب ، ولكن ما دليل هذه الخصوصية .. إن عمر رضى الله عنه احتار ماذا يفعل بالمجوس وهم ملايين حتى جاء له أحد الصحابة بحديث عن الرسول أن يعاملوهم معاملة أهل الكتاب لأن لهم كتابا قديما فقبل منهم الجزية. وحيرة عمر واستثناء المجوس بحديث يدل على أن هذا الحكم ليس مقصورا على وثني العرب. ومن بلغت به السفاهة أن يعبد حجرا أو بقرة أوبشر فلا مندوحة من الحجر عليه كما يحجر على كل سفيه.

لقد نجح أعداء الإسلام أيما نجاح بإستيلاد هذه المدرسة من رحم الأمة الإسلامية فما عليهم سوى تشديد النكير على شئ ما في الإسلام حتى ينبرى من يدافع عن الإسلام بإنكار أن هذا الشئ موجود في الإسلام ولأنهم من علماء الدين فلن يعدموا شبهة من هنا أو هناك ولن يعدموا تأولا لآية أو موقف في التاريخ ومن ذلك مسألة المرأة.

فديدن هذه المدرسة حقوق المرأة في الإسلام وهي قولة حق يراد بها باطل .. فإن للمرأة حقوقا وللرجل حقوقا ولكل انسان في دولة الإسلام حقوق وعليه واجبات ولكن ليس هذا ما تبغي الدوائر الغربية التي ترمى الإسلام باضطهاد المرأة بل يريدون أن تتمرد المرأة وتنحل وتتساوى مع الرجل في الميراث وفي الولاية العامة وفي القضاء والتجنيد بالجيش ويجب أن يكون الرد على ذلك أن للمرأة طبيعة وللرجل طبيعة فطرية نفسية وفسيولوجية وأن تشريع الله هو العدل المطلق (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) ، ولكن نجد مدرسة الإسلام الليبرالي من ناحية تتبنى ما يمكن تأوله والمماحكة فيه بالمتشابهات كالولاية العامة والقضاء ولن يعدموا إذا أرادوا تجنيد المرأة بالقول أن إحدى الصاحبيات كانت في جيش أحد ودافعت عن الرسول.. وما هكذا تؤخذ أحكام الإسلام. ومن ناحية أخرى يبررون ويعتذرون عن الميراث ولو استطاعوا أن يتأولوا الميراث على أي وجه لما قصروا في ذلك طرفة عين. ولما رأت الدوائر الغربية أن حقوق المرأة قد أخذت مداها ولقيت القبول حتى من جهات إسلامية انتقلوا لمرحلة أعلى وهي تمكين المرأة .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ويقولون أن الدول الحالية نوع جديد من السيادة الإسلامية لم يعهده الفقهاء القدماء ويجب له نوع جديد من الفقه وهذا الفقه الجديد هو المواطنة الكاملة لغير المسلمين وتوليهم جميع مناصب الولاية العامة بما في ذلك رئاسة الدولة وقيادة الجيش وكل ما دون ذلك من ولايات وللمرأة أيضا نفس الحق (ولا أدرى ما علاقة المرأة بالنوع الجديد من السيادة) .. فعقود الذمة سقطت بسقوط آخر خلافة إسلامية ثم شارك المسيحيون في تحرير البلاد من الإستعمار وبذلك نشأ هذا النوع الجديد من السيادة الإسلامية الذي فيه يتساوى الجميع في المواطنة والولايات. ومن هذا الفقه الجديد أن الجزية هي بدل تجنيد وما داموا يجندون بالجيش فلا جزية ولا ذمة.

وهذا تخريج ضعيف للغاية .. فكأن وظيفة الفقه أن يبرر الأحوال القائمة ويضفي عليها اللمسة الشرعية .. فهذه الدول القائمة لا تمثل أي نوع من السيادة الإسلامية فهي دول علمانية تقصي الدين عن أمور الحكم والسياسة وتعطل الشرائع وتوالي الكفار وأعداء الأمة وتعادي دعاة الإسلام وليس لها بالإسلام صلة سوى أسماء حكامها ، واسم الحاكم لا يكفي لجعل الدولة اسلامية وإلا لكانت ألبانيا الشيوعية دولة إسلامية لأن رئيسها كان اسمه أنور خوجة ، ورئاسة مسلم للدولة في الهند لا يجعلها دولة إسلامية .. وليس العبرة بعدد السكان وإلا لكانت أثيوبيا دولة إسلامية ولكانت دولة المغول الإسلامية في الهند دولة هندوسية ولكانت دولة الخلافة الراشدة غير إسلامية فقد كان أغلب سكانها ليسوا مسلمين .. العبرة إذن بالمنهج والنظام الحاكم وليس بأسماء الحكام ولا بأغلبية السكان.

ثانيا الشعوب لم تحرر شيئا بل قيض الله للمستعمرين عدوا من أنفسهم (ألمانيا النازية) ضعضع قواهم وحصد شبابهم فلم يبق لهم من قدرة رغم كسب الحرب على إدارة مستعمراتهم الواسعة وتزامن ذلك مع نضوج الطبقة المتغربة التي هى امتداد للاستعمار تحت مسميات عربية فخرجوا مطمئنين على أن ما بذروا من بذور انبتت وأينعت علمانية وقوميه واشتراكيه وليبراليه وما شئت من شئ سوى الإسلام ، فتركوا البلاد لوكلائهم وهم واثقون أنهم أقدر على قهر الاسلام من المستعمر نفسه .. ربما الحالة الوحيدة لإخراج المستعمر بالقوة كانت حالة الجزائر والجزائر ليس فيها نصارى وقد أقام الثوار دولة غير إسلامية أيضا فدعوى أن النصارى شاركوا في إخراج المستعمر دعوى باطلة ،، وهل نسينا المعلم يعقوب الذي جعله نابليون الجنرال يعقوب ووضعه على رأس فرقة من الأقباط نكلت بالمسلمين أبشع تنكيل ، وقد كاد المسلمون يفتكون بالإقباط بعد رحيل الحملة الفرنسية لولا البيان العثماني أن الأقباط من رعايا السلطان ولا يأذن في الإعتداء عليهم ... فنحن نخترع تاريخا لنضال الأقباط ضد الإستعمار ثم نصدق هذا التاريخ بعد حين ثم نرتب عليه حقوقا ونغير له الفقه والشريعة.

وثالثا .. هذه ليست دولا إسلامية ولا يطالبها عاقل بعقود ذمة ولا أخذ جزية فمسألة الذمة والجزية لها إذاً موضع غير هذا الموضع وهو عندما تقوم الدولة الإسلامية فإذا قبل بها النصارى فلهم صحيفة المدينة التي كتبها الرسول ليهود المدينة بعد الهجرة وفيها ما فيها من حقوق كاملة للمواطنة والولاء المتبادل وليس فيها جزية ولا ماشابه الجزية ،، وإذا رفضوا دولة الإسلام وحاربوها واستعدوا الغير عليها ثم نصرنا الله فعليهم الجزية يعطوها عن يد وهم صاغرون (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآَخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) والواضح الظاهر من هذه الآية أن الجزية عقاب ولا يفهم منها أنها بدل تجنيد وكل ما يفهم من أفعال الصحابة أنهم صالحوا أحيانا على غير الجزية وهذا طبيعي إذا كان النصر غير حاسم أو لم ينتصروا أصلا ، وأنهم كانوا يسقطوها عمن يساعدهم في الحروب وهذا امر طبيعي أن تعاقب من يحاربك وتكافئ من يساعدك. وقد عامل الرسول يهود المدينة معاملة المواطنين وأخذ الجزية من أهل الكتاب الذين حاربوه وانهزموا. وأرى أنهم واقعون في الفتنة لا محالة .. فمهما زينت لهم صحيفة المدينة والمواطنة الكاملة لن يقبلوا بقيام دولة إسلامية وسيحاربونها ويستعدون عليها الأعداء ولن ينالوا من ذلك سوى شرا مستطيرا.

ومشكلة مدرسة الإسلام الليبرالي أنهم يريدون تلبيس الواقع عمامة إسلامية متصورين أنه ببعض الرتوش والتقييف يمكن أن تصبح الدولة بالمفهوم الغربي دولة إسلامية يرضى عنها ويمتدحها العم جورج والأخت تاتشر وهو ليس تقييف لليبرالية لا سمح الله فهي ذات مصونة لا يجوز عليها أي تقييف بل التقييف والتهذيب هو للإسلام فقط وإلا لن تقوم له دولة على صورة من الصور!! ، يبطلون أحكام الإسلام حكما بعد حكم ويتصورون أنهم يحسنون إلى الإسلام إذ يقربونه من الذوق الغربي ، وليس الذوق حكما على الشرع. ويحسبون أنهم بذلك ينالون رضى الطبقة المثقفة المتفرنسة و الطبقة المتنفذة والنصارى ومن ناصرهم ، ومهما بذلوا من تنازلات وتأولوا من أحكام لن يقبل هؤلاء ولا أولئك شيئا فيه رائحة الإسلام. وكل ما يفعلوه هو زيادة انقسام الصف الإسلامي إلى متطرفين ومعتدلين فيؤكل هؤلاء ويترك هؤلاء إلى حين.

وأرى أن هذه المدرسة أخطر على الإسلام من كل أعدائه فمن يجاهر بالشيوعية أو العلمانية أو غيرها من النحل المستحدثة لن يجد لبضاعته سوقا رائجة لأن حب الإسلام منغرز في قلب كل مسلم ولن يرضى عنه بديلا ،، وخطورة هذه المدرسة من جهة أخرى أن رجالها يحبون الإسلام وأشهد لهم بذلك بل يعدون علماء كبار ولهم نضال وكفاح في سبيل الإسلام ولهذا قد تأتي أجيال بعد ذلك تعدهم السلف الصالح ويقتدون بهم فيما أحدثوا في الشريعة من أحكام وفي هذا ضياع لمعالم الإسلام من وجهة نظري.

وفي الماضي القريب ظهرت مدرسة شبيهة هي مدرسة الإسلام الإشتراكي وكان الدافع لها هو النظام الإشتراكي القابض على زمام الحكم بيد من حديد والمنظرين الذين يروجون له وبعض المشايخ الطيبين الذين رأوا أن الإشتراكية رائجة رواجا لا راد له فأرادوا أن يحسنوا للإسلام ببيان ما فيه من إشتراكية وعدالة إجتماعية فتطايرت الفتاوى والمؤلفات التى تقضي بأن الإسلام هو الإشتراكية وأن الرسول أول اشتراكي وحديث (الناس شركاء في ثلاث النار والكلاء والماء) صار حديث الساعة تؤلف له الكتب وترتب عليه السياسات والقوانين وتصادر به الأموال والحريات ، ولم يعدم أي حاكم شيخا يلوى له آية أو يتأول له حديث أو قاعدة فقهية ليبرر له ما شاء من مخالفة للشريعة..

ولم أصدق أذني عندما سمعت فضيلة المفتي يرد على سؤال رجل حائر: هل احتلاله المؤبد لشقة مستأجرة بإيجار زهيد شرعي أم لا ، فكان جواب فضيلته أن صدور تلك القوانين في الستينات كان شرعيا لأن للحاكم أن يقيد المباح لضرورة يراها وإلغاء تلك القوانين على تدرج في التسعينات صحيح أيضا لأنه عودة للأصل... وهكذا كل شئ شرعي وكل شئ له دليل .. وقتال اليهود كان واجبا شرعيا في الستينات وتصدر الفتاوى من الأزهر بتحريم مصالحتهم ثم تصدر الفتاوى في نهاية السبعينات بصحة مصالحتهم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله...

فالإسلام ليس هو الإشتراكية وليس هو الليبرالية وليس هو الدكتاتورية بأي صورة من صورها والإسلام ليس ديكورا تتزين به الحكومات لتضفي على نفسها الشرعية ، والإسلام ليس مبررا لكل من حسن في عينه أمرا ما .... الإسلام هو الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو عبد الله
المشرف العام للمنتدى
أبو عبد الله


ذكر عدد الرسائل : 321
العمر : 43
العمل/الترفيه : داعية إلى الله
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 24/10/2008

مدرسة الإسلام العصري Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدرسة الإسلام العصري   مدرسة الإسلام العصري I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 05, 2008 3:35 pm


فالإسلام ليس هو الإشتراكية وليس هو الليبرالية وليس هو الدكتاتورية بأي صورة من صورها والإسلام ليس ديكورا تتزين به الحكومات لتضفي على نفسها الشرعية ، والإسلام ليس مبررا لكل من حسن في عينه أمرا ما .... الإسلام هو الإسلام

فعلا أخي هذه حقيقة / الإسلام هو الإسلام كما وصفت

نسأل الله أن يرزقنا الثبات عليه والدفاع عنه والالتزام به






[URL=http://www.4shared.com/file/73966398/3aace767/31_online.html][IMG]http://dc106.4shared.com/img/73966398/3aace767/31_online.gif[/IMG][/URL
]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
green apple
عضو جديد
عضو جديد
green apple


انثى عدد الرسائل : 19
نقاط : 0
تاريخ التسجيل : 05/12/2008

مدرسة الإسلام العصري Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدرسة الإسلام العصري   مدرسة الإسلام العصري I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 05, 2008 4:06 pm

اقتباس :
الإسلام هو الإسلام

شكرا على طرح الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مدرسة الإسلام العصري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
النور والايمان :: القسم العام :: المنتدى العام-
انتقل الى: